0

أيام روزاليندا





- اليوم الأول -
اليوم .. ضَحِكَت روزاليندا كثيراً ...
منذ زمن لم تضحك ،
ولكنها اليوم .. ضَحِكت كما لم تضحك من قبل ..
لذا .. فإن المطرَ كان غزيراً ..
كأن السُحُبَ كانت تنتظرُ ضحكتها ..
لكي تُفرغ ما فيها ..
وتغسل الأرض من الخطايا ..
- اليوم الثانى -
اليوم .. فرِحت روزاليندا ..
وكانت فرحتها .. كقصيدة شعرٍ
مبللة..
بماء المطر الممزوج بزهر البنفسج..
كلوحة بديعة ..
أبياتُ شعرٍ .. قطراتُ مطرٍ .. وزهرُ بنفسجْ
وقوس قزحٍِ المتكونُ هنالك
على غير عادته .. مقلوب
وحدى كنتُ أعلمُ أن القوس كان مقلوباً..
فقط .. ليحاكى بسمة روزاليندا ..
هكذا أخبرتنى ملائكة غابات اللوز المنسية.
- اليوم الثالث -
اليوم .. صارت روزاليندا ملكة ..
ملكة غابات اللوز المنسية ..
نصبتها الحوريات هنالك .. ملكتهم
ومنحوها تاجاً... وأجنحةَ فراشة .
استغنت عنها روزاليندا..
ووضعت أجنحتى ..
تلك الأجنحة الهشة الشفافة ..
التى كنتُ قد منحتها إياها .. يوم التقينا
قالت أنها تناسبها أكثر
كانت تُحبها .. وتعرف كيف تطيرُ بها .. وكيف تحطُ على الأزهار ؟!
- اليوم الرابع -
اليوم .. صار لدى روزاليندا
الكثيرُ من الفراشات ..
تُحبُ روزاليندا الفراشات ..
تُحبُ ألوانها ..
وتُحب زهر البرتقال الأبيض
والياسمين الأبيض
والسحبُ البيضاء
وتُحبُ اختلاط الأبيض بألوان الفراشات
وتُحب خلط الألوان بأصابعها فوق اللوحات .. لترسم قلوبا وأزهارا
كثيراً ما كانت تُفسدُها ..
تنظرُ الى الأرضِ
ثم تبتسم فى حرج ..
فتنبت أزهار اللافندر حيثُ تنظر
أبتسم ..
فتتعالى ضحكتها ..
تتقارب السحابات فى السماء
وتبدأ زخات المطر الناعم فى التساقط على وجهينا وعلى الأزهار
- اليوم الخامس -
اليوم .. جائت روزاليندا . .
جائت تأخذنى لأحيا معها هناك
جائتنى ومعها وصيفاتها .. حوريات غابات اللوز المنسية ..
تدعونى .. الى قصرها ..
حكت لى كثيراً عن تلك القبة البيضاء .. التى تعلو قصرها
حكت عن مدينتها .. وسكانها .. وأزهارها
وصفت لى طرقاتها .. والحلوى الناعمة النامية على جانب الطريق
حبات السكر المنثورة فوق الأسطح
شمسها الذهبية
أشجار الصفصاف
القرميد الأحمر
حكت كثيراً .. حتى تعبت..
فأسندت رأسها الى كتفى
وأغمضت عينيها .. وراحت فى النوم
فأشرتُ للحورياتِ أن يذهبن
ثم أطفئتُ الأنوار..
وأرحتها فى الفراش
ونزعتُ عنها تاج مملكة غابات اللوز
ونصبتها ملكةً على تلك الغرفة الضيقة الباردة
ثم ... وأنا بين يديها
اقسمتُ على الولاء والطاعة
وذهبت اليها حيثُ هى ..
فى مملكة النوم العميق .
1
28/2/2010

0 سيب حتة سكر مكانك (اكتب تعليقك):

sakaker

.

.

Back to Top