3

يوماً ما ستأتى نعم

.



ليلة أمس

ذهبتُ لأراكِ

حلمت بكِ كثيراً

رأيت فى المنام

عينيك السوداوين

ووجهك الطيب



تنبهت من نومى

ابتسامتك الهادئة

ملامحك البسيطة

كل تفاصيلك

مازالت امامى

تغازل عينىْ



أهمس

" حبيبتى

ليس هناك من تستحق لقب حبيبتى

سوى حبيبتى "



أعلم انك هناك

فى مكان ما هناك

ويوما ما

ستأتين

حتماً ستأتين

رغم كل الرفض

رغم كل التمنع

رغم كل ما يبدو على ملامحك

من انه لا أمل

رغم كل اللاءات

يوماً ما ستأتى نعم

عندها

تأكدى اننى سأكون هناك

وفى ذات اللحظة التى

تذوب فيها قطعة السكر

التى اضعها فوق لسانى

سوف أذوب

عند قدميكِ.
4

يوميات عاقل

الفتاة الحلوة شاهقة البياض ذات العود الغض والبسمة الهادئة تأتينى كل ليلة فى غرفتى..والأبواب مغلقة..فلا تخبروا المرأة البدينة المخيفة ذات الملابس البيضاء.
تأتينى اذا جاء المساء .. وترحل عند الفجر..وأبداً لم تخلف موعدا.. وأبدً لم تتأخر..هل سمعتم يوما ان ملاكاً يخلفُ موعداً .. الملائكة تعرف طريقها جيداً .. وتجيدُ الوصول .. وتحسن الحديث الذى لا ينقطع.
نتحادث بالهمس طول الليل .. وتلك المرأة البدينة لاتسمع الهمس.. فلا توقظوها.
------------------------------------------------------------------------------
قلتُ لكم أنها بيضاء..إذن لا مجالَ هُنا للحديثِ عن أى سُمرة سخيفة.
بيضاء كنُتفِ الثلجِ المتساقطِ عَلى قلبِ الشتاءِ .. بيضاء كفتاةٍ أندلسيةٍ مثالية
لم أكُن أعرف لونَ شعرِها..كان دوماً يختفى خلفَ حجابَها الوقور .. يُعجبُنى حِجَابُها .. يُعجبنى وقارُه .. وجمالُه
أما عَيناها ... فتعنيانِ لىَ الكثير.. غُموضَهُما فى حجمِ قصيدةِ شعر ..
أما وجودها فى حياتى..مجرد الوجود يُشع سحراً.. إلتفاتتها معلقةٌ عربيةٌ.. حركاتُها تستعصى على اللغة ..يستحيل وصفها .. أو حتى التفكير فى وصفها.
--------------------------------------------------------------------------------
كانت تأتى كل ليلة .. وكانت كل الليالى مثالية .. ولكن هذه الليلة تختلف..أستطيع أن أرى هذا بوضوح
القمر المكتمل .. السماء التى إتسعت لتشمل كلَ مفردات الحياة ..
شعور غريب يقتحمنى .. شعور بأن الأقدار منحازة لى هذه الليلة .. منحازة بشكل غريب
فبمجرد ما طرقت قدماها أرض غرفتى الكئيبة المظلمة حتى تحول كل شئ
إختفت كل التفاصيل التى لم تعنِ لى شيئاً ابداً .. فُرِشت الأرضُ بِزهرِ الجلاديس الحبيب
ظهرت لافندرة هنا حيث مقعدى .. وبرزَ عود سيزلبينيا هُناك لَديها...وجاءت السوسنة والزنبقة اللتان اعتادتا أن تظهرا فى كل ليلة.
ملأ ضوء القمر الغرفة.. لأن القمر ذاته قد جاء وأستقر فى سقفها.. ذلك السقف الذى إستحال بدوره إلى عريشة تعرفُ عيدانُها كيفَ الجمالُ يكون.
----------------------------------------------------------------------------------
تحدثنا كثيراً هذه الليلة.. أكثر من كل ليلة .. تحدثنا عن كل مايمت للملائكة بصلة
تحدثنا عن أخَوَاتها .. ملائكة غابات الأحلام المنسية
تحدثنا عن أزهارها.. أزهار غابتها .. عن مملكتها
وددت لو أسألها عن إسمها .. فكرت كثيراً.. لا لا يمكننى ان اسألها .. فأى اسم لا يمكنه أن يستوعب مثل هذه الفتاة .
طلبتُ منها ان تحدثنى عن أيام الأندلس .. كيف لا اسألها وهى الأندلس ذاته قد تجسد أمامى؟!!
أعتقد أنه لا كلام يقال..
كل ليلة كنت أكتفى منها بما تسكبه على قلبى من أشعار..وكان أبو الطيب حاضراً دوماً..
معها .. عرفت أن الملائكة يُمكنها أن تَخُط كلماتَها بالقلم الرصاص على أوراقِ أشجار الصفصاف
كنت أعرف الكثير من الملائكة .. لكنها لم تكن تشبه أياً منهم
أريد أن أعرفَ عنها .. أريد أن أعرفَ كل شئ
ظلت هى تتحدث .. بينما أنا قررت أن أحترفَ الصمت .. " يكفيك ان تنظرى فى عُيونى لتعرفى ما أُحس به"
هكذا كنت اقول لنفسى .. "أشرد فى عينيك .. أقترب بقدر ما ابتعد .. أغمض عينى عن النور..أغمض عينى لأراك.. لأفنى فى نورك"
آآآآه .. لن اعرف شيئاً .. لذا سأنتظر .. سأنتظر حتى أذوب فى أحضان الفجر وأخلو إلى قصيدتها الأخيرة وأسأل أصدقائى الملائكة فى زيارتهم اليومية لى عن هذه الفتاة .. لعلهم يعرفون عنها شيئاً.
----------------------------------------------------------------------------------
شَعُرت هى بشرودى .. نظرت فى عينىْ بثبات .. نظرة مستحيلة .. نظرة مثالية
أشعر أنى الآن.. والآن فقط أعبر حاجز المثالية .. أعبر من مرحلة الإستعارة والكناية .. إلى مرحلة الواقع والحقيقة والارض..
ياالله .. يا للمتعة .. أشعر أن الزمن والذى لا يفعل شيئا إلا السير .. توقف فجأة
ومع نظرتها التى إستمرت للحظات .. إنطلق هذا الصوت
صوت المرأة البدينة صاحبة الملابس البيضاء .. التى لا تكف عن مقاطعتى كلما جنحت افكارى
صرخت بصوتها المزعج " فز قوم يلا معاد الجلسة..جاتكو القرف "
لم أر مبررا للصوت العالى .. لكنى تركت نفسى مستسلماً لأيديهم الخشنة
منتظراً جرعة لا بأس بها من الكهرباء ذات الطابع المنعش.

sakaker

.

.

Back to Top