هل حدّثتُكم من قبل عن ايميليا ؟!
ايميليا .. صديقتى المتفردة .. نكهةُ القهوة ..
وُجدِت ايميليا مع بدء الخليقة .. وكانَت دوماً هُناك .. فى قلبِ كل حبة قهوة ..
ومع كُل فنجان قهوة صُنع يوماً فى كل مكان .. كانت هى هناك ..
ولكن أحداً لم يكتشفها ..
... ... أنا وحدى كُنتُ أعرف بوجودها ..
لم تذهب ايميليا يوماً الى البرازيل ..
وهى بالمناسبة ليست برازيلية ان افترضتم هذا بشكلٍ او بآخر !!
ولماذا تحمل نكهة القهوة جنسية اصلاً ؟!!!
فى كل يوم .. كل صباح .. وكل ليلة .. كُنتُ ألتقى وايميليا .. وبيننا سرنا الصغير ..
السر المتمثل فى كينونة ايميليا نفسها ..
ايميليا ... نكهة القهوة ورونقها ... التى باركتنى يوماً .. ومنحتنى شرفَ ان أكون .. "رائحة القهوة " ..
وعندما سألتها لم ؟! .. قالت لأنك دائماً هُناك ..
لا يُهم أن كانت القهوة رديئة أم جيدة !! فرائحة القهوة دوماً موجودة ..
وأنتَ .. لا تفنى ولا تنتهى .. دوماً حيثُ كانت القهوة ... تكون.
ايميليا الآن حزينة .. عيناها امتلأت بالدمع ..
وعندما تحزن نكهة القهوة .. تفقدُ القهوة لونها ، وطعمها ، ورائحتها !!
لذا ... فانا ذاتى لا أشعرُ بكينونتى طالما ايميليا حزينة .. !!
لم يُصنع فنجان قهوة واحد فى اليومين الفائتين فى كل ارجاء الأرض ..
رُبما صنعتم ما تحسبونه قهوة !! ..
ولكنها فى الحقيقة كانت شيئاً آخر لا علاقة له بالقهوة .
ايميليا هى القهوة .. ولا قهوة بغير نكهتها -ايميليا- . . وإن تكاتفت كل الموجودات لصنع قهوة بغير رغبة ايمليا ..!! فلن تُصنع ..
لن تكون القهوة التى يعرفها الناس منذ بدء الوجود .. وكيف تكون و ايميليا حزينة ؟!
لن يعرف الناس ما القهوة طالما ايميليا تبكى .. لن يذوقوا سوى طعم دمعها ..
المشكلة الأكبر .. أننى -رائحة القهوة - لا أكون الا عندما تُصنع القهوة !! ..
لذا فأنا لا اجتمع مع ايميليا الا فى فنجان القهوة الداكن المصنوع فى كل مكان فى الكون الواسع .. وطالما لا قهوة تُصنع .. فأنا لا املك ان التقيها لأُخفف عنها ..
حاولتُ كثيرا استحضارها .. لكنها أبت .. جربتُ أن انتقلُ انا اليها .. حيث تكون ..
لكنى ضللتُ الطريق ..
دوماً كانت ايميليا هى من تصنعنى .. هى من تُسببنى .. لذا .. فأنا لا اكون الا ان كانت ايميليا .. وليس برغبتى انا . .
انا الآن حائر فى سراب الأبدية ... ولا أعرف طريقاً يأخذنى لايميليا .. فإن كان منكم من يعرف طريقاً اليها فليأخذنى..
أما أنا .. فلا املك الآن سوى أن ارسل لها رسائل .. وأتركها لتحملها انسام الهواء .. وخطوط قوسِ قزح .. أو السحابات أو النجمات الذهبيات المعلقات فى السماء .. سأُلقى رسائلى الى المحيط .. ربما تحملها الدلافين .. او الأسماك الملونة الزاهية .. سأنشرها فى ارجاء الكونِ .. علها تصلُ اليها .. فتأتينى وتمنحنى الكينونة من جديد ..
سانتظرُ ايميليا .. لأكون.
♦ايـميـليــاآآ .. ♦
___
أحمد محمد على
1/10/2011
9:05 مساءاً